مخلفة نفايات هائلة وهدرا للطاقة
دراسة تحذر من زيادة استهلاك المياه المعلبة
قد تكون المياه المعلبة - التي أصبحت كالإكسسوار العالمي للحياة العصرية - مياها طازجة إلا أنها بالتأكيد ليست نظيفة، فلقد حذرت دراسة كبرى من أن توجه الناس نحو المياه المعلبة ينتج في نهاية المطاف نفايات ومخلفات غير ضرورية على الإطلاق، فضلا عن أنها تستهلك كميات لا يستهان بها من الطاقة، بل وتعدى الأمر أن يحصل ذلك في بلدان تكون فيها مياه الحنفية صالحة للشرب.
فهناك آلات ضخمة تتم الاستعانة بها لسحب المياه من أعماق الأرض، إضافة إلى المعادن التي ليس لها علاقة. ومعظم هذه التكاليف "الإضافية" يتم اقتناصها من عمليات النقل والتعليب.
وتقول الباحثة أيميلي أرنولد: "لا تعد المياه المعلبة أكثر صحية من مياه الحنفية" وتضيف: "إن ربع المياه المعلبة تعبر الحدود العالمية للوصول إلى العملاء، إننا نرى أن المياه المعلبة في أمريكا تكلف 2.50 دولار للتر الواحد (عشرة دولارات للجالون)، مما يعني أن المياه المعلبة أصبحت تكلف أكثر من البنزين".
ويؤكد التقرير الصادر من معهد سياسة الأرض EPI أن إحدى الشركات الفنلندية قد قامت في عام 2004 بشحن ما يصل إلى 1.4 مليون من قوارير المياه القادمة من الصنابير الفنلندية إلى السعودية عابرة بذلك 2.700 ميل.
واستطرد التقرير موضحا أن الاستهلاك العالمي للمياه المعلبة قد وصل إلى رقم صاعق وهو 154 مليار لتر في عام 2004 أي بزيادة تصل إلى 57 في المائة، مقارنة مع 1999.
وتضيف أميلي: "حتى في المناطق التي تكون فيها مياه الصنابير آمنة للشرب، فإن الطلب على مياه القوارير يزداد تصاعديا منتجا بذلك نفاية لا ضرورة لها، فضلا عن استهلاكها كميات هائلة من الطاقة".
وتقول: "إن فكرة الحصول على مياه من الجانب الآخر من العالم، ومن ثم نقله من أجل بيعه هنا تعد أمرا سخيفا، إن المسألة برمتها تتعلق بأسلوب رفاهية الحياة".
وتعارض المجموعات البيئية في الدول المتقدمة الفكرة التي تقول إن المياه المعلبة أكثر صحية من مياه الصنابير وتؤكد أنه لا يوجد أي أساس سليم لهذا الاعتقاد.
ويقول مجلس الدفاع عن المصادر الطبيعية: "لا توجد أي تأكيدات أن المياه القادمة من القوارير تكون أكثر نظافة وأمنا من مياه الصنابير".
أطنان من البلاستك
ويرى العلماء أنه حتى لو أصبحت المياه المعلبة آمنة فإن عملية التعليب تعد بمثابة التهديد للصحة البيئية، حيث سيستخدم ما يصل إلى 2.7 مليون طن سنويا من البلاستك بالمياه المعلبة، مع العلم أن البلاستك يشاع استخدامه أكثر مع البولي إيثالين الذي يستمد بالعادة من النفط الخام.
واحتلت أمريكا المرتبة الأولى من حيث الدول الأكثر استهلاكا للمياه المعلبة باستهلاكها 7 مليارات جالون سنويا، وهذا ما يعادل 1.5 مليون برميل من النفط سنويا وهذا العدد كاف لتزويد 100 ألف سيارة أمريكية بالوقود سنويا.
المصدر \ مجلة الاقتصادية