4نصائح لتجنب الغش في الدهانات و3 عناصر للكشف
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الغش التجاري في الدهانات خصوصاً بعد أن بلغ حجم السوق السعودية فيها 1.5 مليار ريال سعودي، وبدأت عمليات الغش في عالم الدهانات تأخذ طرقاً وأساليب تخفى على المستهلك، ومما يزيد الأمر سوءاً أن المستهلك لا يكتشف أنه وقع ضحية لعملية غش في الدهان إلا بعد مضي فترة ليست بالقليلة.
والسؤال هنا: ما الذي يجعل المستهلك يتجه إلى شراء دهانات رديئة أو مغشوشة؟
الواقع يقول إن الأسعار المنخفضة والوعود البراقة من بعض الدهانين يجتذبان المستهلك بشكل كبير إلى هذه النوعيات, والسبب الذي يجعل بعض الدهانين حريصين على الترويج لنوعية معينة هو العمولة التي يتقاضونها عليها، ومهما كانت النوعية سيئة فإن الدهّان سيقنع زبونه بكل الأساليب بجودتها مدعياً عدم اختلافها عن أي نوعية معتمدة من قبل هيئة المواصفات والمقاييس السعودية.
جهل المستهلك بالنوعيات الجيدة للدهانات له دور كبير أيضاً في وقوعه فريسة في أيدي ضعاف النفوس؛ لذلك يبين الأستاذ عمار عمر العماري المدير العام لشركة الدهانات والمذيبات والمعاجين الصناعية - دهانات بي بي سي - بعض الأمور التي ينبغي على المستهلك وضعها نصب عينيه قبل إقدامه على شراء أي نوعية من الدهانات فيقول: " في زحمة المنتجات المتعددة من الدهانات وتعدد المنتجين أيضاً يضيع المستهلك ويتشتت في الاختيار ولا يستطيع التمييز بسهولة بين الجيد والرديء من هذه المنتجات. وعليه ننصح المستهلك بالآتي عند الاختيار:
1/ عدم الاعتماد بشكل نهائي على توصية الدهّان حيث إن هناك مجموعة منهم غير أمناء في هذه الناحية ويضللون المستهلك بغية الحصول على عمولات من تلك المحلات .
2/ يجب التأكد من المعلومات الآتية على العبوة :
أ/ تاريخ الإنتاج, ب/ الجهة الصانعة, ج/ مدة الصلاحية, د/ رقم الإنتاج.
3/ يجب على المستهلك أن يرتاد المعارض ذات الأسماء المعتمدة والتي لها سمعة طيبة وأيضاً تكون معتمدة في الوزارات والمصالح الحكومية.
4/ أن يقوم المستهلك بشراء المنتج الذي يخص كل سطح . كأن تكون المنتجات الخارجية للأسطح الخارجية والمنتجات الداخلية للأسطح الداخلية وهكذا ...".
ويضيف الدكتور هشام مصطفى علي مدير التسويق في شركة رغدان التجارية للدهانات بعض النقاط المهمة في ذلك فيقول: " على المستهلك أن يتأكد من حصول المنتج الذي ينوي شراءه على شهادة الجودة السعودية وهي بحد ذاتها علامة رئيسية ويستطيع المستهلك أن يراها على جميع المنتجات الأصلية من أي نوعية، ويجب أن تكون هذه العلامة مطبوعة وليست ملصقة، وهذه أبرز علامة تدل على أن المصنع الذي توجد على منتجاته هذه العلامة هو مصنع معتمد مرخص مراقب ومشرف عليه وعلى معادلاته الفنية وعلى جودته من قبل هيئة المواصفات والمقاييس السعودية، كذلك على المستهلك أن يحرص على التعامل مع شركات مرموقة محترمة بنيت سمعتها على مدى سنين طويلة وحازت على ثقة الكثير"، وينصح الدكتور هشام علي بالابتعاد عن الدهان ذي السعر المنخفض بشكل كبير حيث إن انخفاض السعر هذا يدل دلالة واضحة على رداءة النوعية.
ويبين الدكتور هشام مواصفات الدهان الجيد فيقول: " هو الذي يغطي السطح المراد دهنه بشكل جيد ومن أول طبقة، وتكون درجة تماسكه مع هذا السطح عالية جداً سواء كان هذا السطح أسمنتيا أو خشبيا أو بلاستيكيا أو جبسيا أو غير ذلك .. ومن المواصفات الجيدة أيضاً: مساحة المد فقد تجد أحيانا أن البرميل ذا الـ 18 لتراً يمد أحياناً 100 متر وتجد نوعاً آخر يمد 150 متراً وفي هذه الحالة يوفر الزبون على نفسه عدداً من البراميل".
أساليب الغش
يقوم بعض المتعاملين في سوق الدهانات بطرح نوعيات رديئة أو مغشوشة بأساليب شتى وحيل متعددة، ويؤكد الأستاذ عمار العماري أن طرق الغش في عالم الدهانات منها ما يختص بالمنتَج ومنها ما يختص بالمنَفِّذ "الدهَّان"، ويقول الأستاذ عمار العماري: "من طرق الغش في المنتَج:
1/ استخدام مواد أولية غير مطابقة للمواصفات.
2/ عدم اتباع مواصفات الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس.
3/ عدم وجود نظام آلي مختص في تلك المعامل.
4/ عدم وجود مختبرات في تلك المعامل ".
أما طرق الغش الخاصة بالمنفِّذ فيستعرضها الأستاذ عمار قائلاً: "بعض المنفذين معدومي الأمانة يستخدمون وسائل كثيرة لإفساد المنتجات المعتمدة حتى يثبتوا للمستهلك صدق كلامهم في هذا الموضوع ـ كأن يضعوا في العبوات مواد غريبة عن تلك المنتجات مما ينتج عنه عدم جفاف مثلاً . أو تقشع سريع للمنتج أو عدم ثباته لأعمال الغسل والنظافة المطلوبة".
ويكشف الدكتور هشام مصطفى علي بعض طرق الغش الأخرى فيقول: "هناك للأسف شركات تسيء لمجال الدهانات وتستغل عدم وعي العميل في غشه، والعميل غير ملزم بمعرفة تفاصيل الدهان. بصراحة العميل وعيه محدود والشركات المحترمة هي التي تعطيه الصورة الصحيحة. ومن أساليب الغش التي تقوم بها بعض الشركات:
استخدام برميل أقل عبوة، فمثلاً: المقياس المتعارف عليه للبرميل 18 لترا فتجد بعض الشركات تستخدم براميل 15 لتراً وبحكم عدم وعي العميل أحياناً فإنك تجده يسأل عن سعر البرميل ولا يسأل عن حجم العبوة. والمفروض أن تكون هناك ضوابط حكومية لهذا الأمر بحيث يتم وضع مقياس ثابت للبرميل كأن يكون 18 لتراً مثلاً والجالون 3.75 حسب المقاييس الأمريكية. هناك معايير ولكن لا تلتزم بها بعض المصانع.
وأحيانا يتم الغش بإنقاص كمية الدهان من كيس الدهان داخل البرميل فتجد البرميل سعته 18 لتراً ولكن لا يحوي بداخله سوى 15 لتراً أو أقل.
يتم الغش أيضاً من خلال كون المصنع غير مرخص.
يتم الغش أيضاً من خلال كون المصنع ليس لديه علامة الجودة السعودية وبالتالي معادلاته المكونة لهذا الدهان معادلات هزيلة وضعيفة. الدهان الجيد يدوم لمدة عشر سنوات بدون أن يتقشع أو يتغير لونه أو يطرأ عليه أي تغيير، وهناك مصانع دهانات ليس لديها شهادة الجودة السعودية أو غير مرخصة تجد دهاناتها تتقشع بعد 6 أشهر.
وأحياناً تتعامل هذه المصانع غير المرخصة بعمولات على حساب العميل وهذه العمولات تصل أحياناً إلى ضعف سعر البرميل الرديء.
وأحياناً تقوم بعض محلات الدهان بتغيير كيس الدهان الموجود في البرميل بحيث تأخذ برميلاً تم استهلاكه لشركة معروفة لديها علامة الجودة وتضع فيه كيس دهان من نوع سيئ لإيهام الزبون أنه من النوع الجيد، وإدراكاً من الشركات الكبيرة المرخصة لهذا الأمر فقد بدأت هذه الشركات بوضع أكياس عليها شعارها، وهذه الأكياس ضرورية لحماية الدهان من التلف بسبب الحرارة أو الرطوبة عند التخزين؛ لذلك على الزبون أن يتنبه لوجود شعار الشركة على البرميل وعلى الكيس أيضاً، وزيادة في حرص بعض الشركات المرخصة فإنها تقوم بشراء براميلها الفارغة من الفروع ومن الموزعين وعمال الدهان حتى لا تدع فرصة للمتسيبين في أخذ براميله وإعادة تعبئتها بدهانات سيئة. كما تقوم بعض الشركات بإعداد مقالات وإعلانات في الصحف والمجلات تدعو فيه المستهلك إلى الانتباه والحرص عند شراء أي نوع من الدهانات"، ويضيف الدكتور هشام قائلاً: "هذه الحلول جزئية وتقوم بها الشركات على قدر استطاعتها، ولكن المأمول من الجهات الحكومية أن تضاعف جهودها لمكافحة هذا الغش التجاري".
المستهلك ضحية
يرى الأستاذ عمار العماري أن وقوع المستهلك ضحية للتلاعب في الدهانات يرجع لثلاثة أسباب أهمها: عدم القيام بالتوعية اللازمة للمستهلك، إضافة إلى عدم تفاعل اللجان المختلفة الخاصة بحماية المستهلك مع المنتجين، ثم تأتي كثرة المنتجات المتدنية الجودة ورخص أسعارها كسبب أخير لذلك.
أما الدكتور هشام مصطفى علي فيلقي باللائمة على المستهلك نفسه في وقوعه فريسة سهلة للغش ويقول: "يكون العميل أحياناً ذا ثقافة محدودة وقلة وعي، وبساطة في المعلومات، وكثيراً ما يبحث عن السلعة الأرخص ظناً منه أن الأرخص أفضل له وأن المنتجات كلها متماثلة الجودة، وأحياناً لا يأخذ العميل أكثر من رأي، فهو يشتري السلعة من محل واحد دون المرور على محلات أخرى للتعرف أكثر على السلعة وجودتها وأنواعها وأسعارها كل هذه الأمور تجعل ضعاف النفوس من المتلاعبين ينجحون في أعمالهم الدنيئة".
خسائر بالملايين
لا شك أن التلاعب في الدهانات من خلال تأسيس مصانع غير مرخصة ذات منتجات رديئة مخالفة للمواصفات والمقاييس السعودية له أكبر الأثر في تكبيد الشركات المرخصة مبالغ مالية لا يستهان بها، ويؤكد الأستاذ عمار العماري على ضخامة الخسائر الناتجة عن الغش في الدهانات ويقول: "حجم الخسائر التي تتكبدها الشركات الكبرى المنتجة للدهانات كبيرة للغاية، يتضح ذلك عند معرفة نسبة أعداد المعارض التي يتم بيع المنتجات المغشوشة والمعارض التي تبيع الدهانات المعتمدة ستجدها أضعافا مضاعفة مما يدل على أن هذه المنتجات المغشوشة تستحوذ على مساحة كبيرة من سوق الدهانات في المملكة.
الدكتور هشام مصطفى علي يقدر بدوره حجم هذه الخسائر بـ 250 مليون ريال، ويقول موضحاً: "للأسف لا توجد إحصاءات دقيقة في العالم العربي من مراكز بحث مستقلة في هذا المجال، ولكن حسب قراءاتي لبعض المجلات والجرائد وبعض التقارير الدولية والمحلية وحسب إحصائية أجريت العام الماضي نجد أن حصة البناء السعودي كانت 20 مليار ريال، فإذا كانت حصة الدهان فيها 5 في المائة تقريباً – أي مليار ريال – ونجد أن حصة المصانع المرخصة 750 مليون ريال منها؛ إذن المتبقي 250 مليون ريال هي حصة المصانع غير المرخصة وغير المعتمدة لهيئة المواصفات والمقاييس السعودية وهذا يشكل ربع حصة السوق التي من المفترض أن تذهب للمصانع المرخصة. وهذا فيه إضرار كبير بالاقتصاد الوطني وبالشركات المعتمدة".
المصدر / الاقتصادية